بقلم د: فاطمة الدربي | " اصنع فريق عملك " الوصية الخامسة للشيخ محمد
" اصنع فريق عملك" الوصية الخامسة للشيخ محمد
لا تحلق وحيداً، لا تغرد وحيداً، لا تصفق وحيداً، اصنع فريقاً يحملون أهدافك لآفاق جديدة، تنازل عن صلاحياتك لهم، ارفع السقف أمامهم، أخرج المارد الذي بداخلهم، كافئهم وأبرز إنجازاتهم. لأن الفريق العظيم سيحملك إلى أماكن عظيمة.
تتناول الوصية الخامسة ، الأسس السليمة لبناء فريق عملٍ منتج وفعال، وتركز على أهمية العمل الجماعي وفضله على العمل الفردي. كما تستعرض عدداً من المراحل الأساسية التي يمر بها كل فريق عمل يتم تكوينه حديثاً وصولاً إلى مرحلة الاستقرار والإنتاج الحقيقي.
هناك حاجة أكبر لإشراك جميع الموظفين في فرق العمل داخل الجهات المختلفة، حيث تنجح فرق العمل بشكل أكبر اذا تم اختيار الفرق بشكل طوعي، وحسب القدرات والكفاءات الخاصة بكل فرد أو فريق .
يحتاج كل قائد لتشكيل فريق متنوع الكفاءات والخبرات يساعده في تحقيق النجاح والتميز والابداع والابتكار ويمكنه من رؤية آفاق أكبر وأبعد تتضح أهمية بناء فرق العمل العالية الكفاءة بالإستناد إلى ثلاث محاور:
المحور الأول أساسيات تكوين فريق العمل ويضم تناسب حجم فريق العمل مع حجم المشروع وهنا تزداد صعوبة الاتصال وتقل الانتاجية اذا زاد عدد أعضاء الفريق عن حاجة المشروع وكذلك أن يتم تكليف الفريق بمهمة واضحة لأن وضوح المهمة يضمن توزيع المهام بفاعلية وتحقيق الأهداف المرسومة بالإضافة إلى أختيار أعضاء الفريق بناءً على الألتزام الشخصي ووحدة الهدف لأن وحدة الفريق تنشأ من وحدة هدفه والأنتساب للفريق لا يكفي من دون التزام حقيقي .
والمحور الثاني أربع مراحل يمر بها كل فريق المرحلة الاولى تسمى "التشكيل" يسودها الارتباك والرسمية في العلاقات لدخول الأفراد في مواقف جديدة غير مألوفة لهم ، والثانية تسمى "العصف الذهني" يضهر الاختلاف في الأراء ويقوم السلوك على الجدل والتنافس وعدم الاقتناع بالاهداف والتكليفات ، والثالثة "التوافق" تبدأ الإستجابة ويظهر الإلتزام بالمشاركة الفعلية ويتحسن مستوى فهم الأهداف وآليات العمل ، المرحلة الأخيرة "الأداء" وفيها يلتزم الأفراد بمعايير الخطة وقيم الفريق وبالتالي تزداد الثقة المتبادلة ويستقر الأداء والإنتاج .
والمحور الثالث سمات فريق العمل الناجح وفيها يظهر أداء الفريق وضوح الأدوار والمسؤوليات المتوقعة من كل عضو في الفريق ، وتكون المساءلة المتبادلة مطبقة وتخدم تحقيق أهداف الفريق ، فريق بخبرات ومهارات متكاملة بتعاون شامل وانفتاح في تبادل المعلومات ، فريق يعمل ضمن أهداف واقعية وقابلة للقياس وينجح في تحقيقها ، وجود روح الإبداع وتحقيق مبدأ المرونة والتنوع في أساليب العمل .
أيها القائد أنت المسؤول عن تكوين فريقك ونجاحك من نجاح اختياراتك ، كن عادلاً واحرص على توزيع ضغط العمل على كافة أعضاء الفرق وساعد موظفيك على فهم نقدك لهم وصحح أخطاءهم بدلاً من لومهم وتأكد من تقدير أفراد فريقك وتثمين إنجازاتهم فهم شركاء النجاح .